أوباما في كتاب أرض الميعاد : نتنياهو ماكر ومناور وعباس قليل الكلام

أوباما في كتاب أرض الميعاد : نتنياهو ماكر ومناور وعباس قليل الكلام

  • أوباما في كتاب أرض الميعاد : نتنياهو ماكر ومناور وعباس قليل الكلام

دولي قبل 3 سنة

أوباما في كتاب أرض الميعاد : نتنياهو ماكر ومناور وعباس قليل الكلام

بعد مرور بضعة أيام على انتهاء سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، التي انعقدت يوم 3 تشرين الثاني 2020، والتي لم تعلن نتائجها رسميا بعد، أصدر الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ، كتابًا حقَّق مبيعات ضخمة، يحمل عنوان :"أرض الميعاد"، وهو عبارة عن مذكرات رئاسية للرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة تتناول حياته السياسية حتى الفترة الأولى التي قضاها في البيت الأبيض، ومن بينها مواقف إدارته إزاء قضايا الشرق الأوسط وتعاملاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والانقسامات العرقية داخل المجتمع الأميركي، ويختتم بالعملية الناجحة لقتل "أسامة بن لادن" في ايار 2011 في غارة "أبوت آباد".

صورة قاتمة ....

وفي سياق تناوله للمنطقة، عرض أوباما صورة قاتمة عن حكام الشرق الأوسط، وتناول "الطبيعة الاستبدادية والقمعية للأنظمة العربية الحاكمة"، وعدم خضوع كبار مسئولي تلك الأنظمة للمساءلة والمحاسبة، مشيرًا إلى أن معظم القادة العرب اعتمدوا على الأساليب "القمعية" نفسها للحفاظ على بقائهم في السلطة لعقود، ومن بينها: تقييد المشاركة السياسية وحرية التعبير والصحافة، وممارسة قوات الشرطة لأساليب القمع والتخويف ومراقبة المواطنين، إلى جانب عدم فعالية الأنظمة القضائية وانتشار الفساد.

شعارات قومية ومعتقدات دينية ...

ويلفت أوباما إلى أن تلك الأنظمة اعتمدت على الشعارات القومية، والمعتقدات الدينية المشتركة، وشبكات المحسوبية والروابط القبلية والعائلية. كما عبر عن أسفه إزاء القيود المفروضة على النساء والفتيات، وارتفاع معدلات البطالة في الدول العربية، على الرغم من أن الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عامًا يُشكلون أكثر من 60% من سكان تلك الدول.

وقد تحدث أوباما عن زيارته الأولى للسعودية في حزيران 2009، وقد وصف المملكة بصورة قاتمة، حيث تحدث عن الفصل الصارم بين الجنسين، والقوانين والحدود الدينية التي يتم تطبيقها في المملكة.

مبادرة نحو اسرائيل ...

ويوضح الرئيس السابق أنه لم يكن هناك توافقا مع الملك عبدالله حيال موضوعين، قائلا :" لم يقدم الملك عبدالله التزامًا، وكان حذرًا من الجدل المحتمل عندما تعلق الأمر باثنين من طلباتي المحددة، وهما أن تدرس المملكة وأعضاء آخرون في جامعة الدول العربية اتخاذ بادرة نحو إسرائيل قد تساعد في إطلاق محادثات السلام مع الفلسطينيين، وأن تتم مناقشة إمكانية نقل بعض السجناء من غوانتانامو إلى مراكز إعادة التأهيل السعودية".

هدايا ثمينة ...

وتحدث أوباما عن الهدايا الثمينة التي قُدمت له ولفريقه أثناء زيارتهم للرياض، وذكر أن تلك الهدايا جعلته يفكر في الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها العديد من الشباب بالمنطقة، حيث قال: " لقد فكرت مرة أخرى في القراصنة الصوماليين الذين أمرت بقتلهم، فهم جميعهم مسلمون، كما فكرت في العديد من الشباب مثلهم في اليمن والعراق والأردن وأفغانستان وباكستان، والذين لن تقترب أبدًا قيمة الأرباح التي قد يحققونها طوال أعمارهم من ثمن تلك القلادة في يدي.. وإذا أصبح 1% فقط من هؤلاء الشباب متطرفًا فسيكون هناك جيش من نصف مليون شخص مستعدين للموت من أجل المجد الأبدي أو من أجل تحسين وضعهم إلى الأفضل".

ثورة اسلامية ...

وعن رؤية أوباما للنظام السعودي قال إنه من أجل تجنب حدوث ثورة إسلامية مثل تلك التي وقعت في إيران، فإن "النظام الملكي السعودي عقد صفقة مع رجال الدين الأكثر تشددًا، في مقابل إضفاء الشرعية على سيطرة آل سعود المطلقة على اقتصاد الدولة وحكومتها. ومن ثم فقد مُنح رجال الدين والشرطة الدينية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) سلطة تنظيم الحياة الاجتماعية والتفاعلات اليومية، وتحديد ما يتم تدريسه في المدارس، وفرض عقوبات على أولئك الذين انتهكوا المراسم الدينية، من الجلد العلني إلى قطع اليدين وعمليات الصلب الفعلية ."

الزيارة الاولى لمصر ...

وتحدث أوباما عن أول زيارة له إلى مصر لإلقاء خطابه بجامعة القاهرة لإصلاح العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي التي تدهورت في أعقاب أحداث 11 أيلول 2001. وأكد أنه يعلم بالانتقادات التي وُجهت له حتى من قبل بعض مؤيديه بسبب اللهجة المتفائلة التي اعتمدها في الخطاب، خاصة إذا ما قورنت بما شهدته منطقة الشرق الاوسط خلال الفترة الأولى من حكمه.

وأكد أوباما أنه "لا يوجد خطاب واحد يمكن أن يحل تحديات المنطقة التي طال أمدها".

الربيع العربي ...

وفيما يتعلق بالانتفاضات العربية "الربيع العربي"، أشار أوباما إلى أن سياسة الولايات المتحدة خلال تلك الفترة ربما تبدو متناقضة لغير المطلعين على حقيقة الأمور، لا سيما بعد فشل الإدارة الأميركية في احتواء الأوضاع في سوريا والبحرين. وأرجع ذلك إلى قلة النفوذ الأميركي في سوريا مقارنة بنفوذها في مصر، موضحًا أن الأمر اعتمد على الموازنة بين المصالح، "لأن سوريا خصمٌ قديم للولايات المتحدة في المنطقة ومتحالفة مع إيران وروسيا، فلم يكن للإدانة الأميركية لنظام بشار الأسد وفرض الحظر الأميركي أي تأثير حقيقي على أرض الواقع، لاعتماد سوريا على النفوذ الروسي لتجنب فرض عقوبات دولية في مجلس الأمن".

علاقات وثيقة ...

وقد جادل أوباما بأن العلاقة الوثيقة مع الحكومة البحرينية كانت لتسمح للولايات المتحدة بممارسة بعض الضغوط على المنامة، حيث قال: "بالنسبة للبحرين كان الوضع على النقيض من سوريا، إذ إن البحرين حليف للولايات المتحدة منذ أمد طويل، وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، مما يسمح لنا بالضغط على "حمد" ووزرائه بشكل خاص، للاستجابة جزئيًّا لمطالب المحتجين وكبح جماح عنف الشرطة".

تجدر الإشارة هنا إلى أن أوباما صوَّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كحاكم مقاطعة وكرئيس قوة إقليمية، ولكن لديه أسلحته النووية وحق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنه يذكّره ببعض من كانوا يديرون شيكاغو، وكانوا يعتبرون المحسوبية والرشوة والابتزاز والاحتيال وأحداث العنف المتفرقة أدوات شرعية للتجارة.

 

التعليقات على خبر: أوباما في كتاب أرض الميعاد : نتنياهو ماكر ومناور وعباس قليل الكلام

حمل التطبيق الأن